7october.com.ye
رأي

1. السياق العام للخطاب:جاء خطاب السيد القائد في ظل تصعيد عسكري إسرائيلي-أمريكي مكثف ضد غزة ولبنان واليمن، مع استمرار الحصار على الفلسطينيين.تميز الخطاب بكونه خطابًا تكتيكيًا واستراتيجيًا، يجمع بين التحليل العسكري، والرسائل النفسية، والتوجيه السياسي، مع التركيز على تعبئة الجماهير داخليًا وخارجيًا. 2. الأبعاد الاستراتيجية للخطابأ. البعد العسكري: تحليل ميزان القوى وتكتيكات المواجهة.- نقاط الضعف الإسرائيلية: - أكد السيد القائد أن إسرائيل تتهرب من المواجهة المباشرة مع المقاومة في غزة رغم تفوقها العسكري، مما يكشف عدم ثقتها بقدراتها البرية وخوفها من الخسائر البشرية. - استخدام إسرائيل لأسلوب التدمير الشامل والتجويع(كبديل عن المواجهة) يؤكد عجزها عن تحقيق نصر حاسم. - فشل القصف الجوي في كسر إرادة المقاومة، كما في غزة واليمن، حيث لم توقف الضربات الأمريكية العمليات اليمنية ضد السفن الإسرائيلية.- نقاط قوة المقاومة:- الصمود غير المسبوق في غزة رغم الإبادة الجماعية، مما فرض معادلة جديدة في الصراع. - نجاح كمائن الموت في إحداث خسائر إسرائيلية، مما يدل على كفاءة التخطيط الميداني.- الحرب البحرية اليمنية كشف عجز القوة الأمريكية عن حماية الملاحة الإسرائيلية.ب. البعد السياسي: تحالفات العدو وإستراتيجية كسر العزلة- الدور الأمريكي:- وصف الخطاب الولايات المتحدة بأنها "الشريك الأساسي في الجرائم"، مع إبراز أن: - الدعم الأمريكي (عسكريًا ودبلوماسيًا) هو العامل الأبرز في استمرار العدوان. - الضربات الأمريكية على اليمن فشلت في تحقيق أهدافها، بل عززت الإصرار اليمني.- الإشارة إلى الانقسامات الداخلية الأمريكية كمؤشر على إمكانية استغلال هذا الضعف.- الخيارات العربية الرسمية:- انتقد السيد القائد الموقف العربي الرسمي (خاصة تجاه الأقصى) ووصفه بـ"الركود"، مع إشارة إلى أن:- الأنظمة العربية لم تتحرك عمليًا رغم البيانات. - مسار التسوية فاشل بسبب التوسع الاستيطاني الإسرائيلي. - في المقابل، أشاد بـ الموقف اليمني كنموذج يحتذى به، مع تسليط الضوء على: - أن اليمن لم يُعاقب رغم موقفه الصلب، مما يدحض أسطورة الخوف من العقوبات. . البعد النفسي والمعنوي: حرب الإرادة والرواية- تعزيز الروح المقاومة:- ركز الخطاب على النصر المعنوي عبر: - التأكيد على صمود غزة رغم الإبادة.- إبراز فشل العدوان الأمريكي-الإسرائيلي في تحقيق أهدافه.- استخدام لغة "التحدي والثبات" لتعزيز الروح القتالية لدى الأنصار.- تحطيم الرواية الصهيونية:- كشف التناقض الإسرائيلي بين ادعاء "الحرب الدفاعية" وممارسة الإبادة الجماعية.- فضح الدعاية الإسرائيلية عبر إظهار جرائمها المباشرة (التجويع، قصف المستشفيات، تعذيب الأسرى).- أستهداف الرأي العام العالمي:- أشار إلى تغير النظرة العالمية تجاه إسرائيل (خاصة في أمريكا وأوروبا)، مع دعوة الأمة لاستثمار هذا التحول.3. الرسائل الاستراتيجية الخفية أ. رسالة داخلية (لليمنيين والمقاومين):-"الصمود ينتصر": التأكيد على أن الاستمرار في الضغط العسكري (مثل عمليات باب المندب) يُضعف العدو.- "التصعيد يولد القوة": كلما زاد العدوان الأمريكي، زادت القدرات اليمنية (تلميح لتطوير الأسلحة والخبرات).- "الخروج المليوني سلاح": تحويل التظاهرات إلى أداة ضغط سياسي ودعم معنوي للمقاومة. ب. رسالة خارجية (لأعداء وحلفاء):- لإسرائيل وأمريكا: - "لن تستطيعوا كسر الإرادة"(غزة صامدة، اليمن يضرب سفنكم، حزب الله يهدد حدودكم). - "عدوانكم يزيدنا قوة" (الإشارة إلى أن الضربات الأمريكية فشلت في وقف العمليات اليمنية). - للأنظمة العربية:- "مسار التسوية ميت" (إسرائيل تواصل التوسع، فلا فائدة من المفاوضات). - "الخنوع لا يُجدي" (كما حدث في سوريا، حيث لم يُقدّر العدو المتعاونين معه).- للشعوب العربية والإسلامية:- "اليمن نموذج يجب أن يُحتذى" (لم يسقط رغم الحرب، وفرض سياسة الردع).الخلاصة: الرؤية الإستراتيجية للسيد القائد من خلال الخطاب1. المقاومة خيار استراتيجي ناجح، والفشل الإسرائيلي في غزة دليل على ذلك.2. الحرب طويلة الأمد، والعبرة بالصمود لا بالمعارك الفورية.3. العدو الأمريكي-الإسرائيلي يعاني من أزمات داخلية (سياسية وعسكرية) يمكن استغلالها. 4. الموقف اليمني أثبت أن التحدي ممكن، ويجب تعميمه إقليميًا.5. المعركة الكبرى هي معركة الرواية والإرادة، وليس فقط معركة السلاح.باختصار، الخطاب كان مزيجًا من التحليل العسكري الدقيق، والحشد المعنوي، والرسائل السياسية الذكية الموجهة لأطراف متعددة، مع تأكيد أن المقاومة هي الخيار الوحيد القادر على تغيير المعادلة ".