7october.com.ye
صوت المقاومة



يُمثل خطاب الرئيس مهدي المشاط نموذجاً للخطاب السياسي الحازم الذي يجمع بين الحسم العسكري والعمق الاستراتيجي والوضوح الأيديولوجي، وهو خطاب يُعزز الموقف ويكشف فشل الخصم وعجزه. 

فيما يلي تحليل يُبرز عناصر القوة في هذا الخطاب وكيفية توظيفها لتعزيز الموقف اليمني:

1. إظهار القوة العسكرية والاستعداد للمواجهة  
- التأكيد على فشل العدوان الأمريكي:

  - يُصرح المشاط بأن الهجمات الأمريكية لم تُحدث تأثيراً عسكرياً حقيقياً ("على المستوى العسكري لم نتضرر بنسبة 1%")، مما يُضعف الرواية الأمريكية عن نجاعتها.  
  - الرسالة: أمريكا تُهدر قوتها دون تحقيق أهدافها، وهو ما يُظهرها كقوة عاجزة.  

- الإشارة إلى القدرات العسكرية اليمنية:  
  - التلميح إلى ضربات مضادة ("قاذفة الـ B2 إن شاء الله سيأتي أخبارها قريباً") يُوحي بأن اليمن يمتلك أوراقاً قوية لم تُكشف بعد وسيشهدها الجميع.  
  - الهدف النفسي: زرع القلق لدى العدو بأن اليمن قادر على الرد المفاجئ بمصداقية القول لليمن.

2. ربط القضية الفلسطينية كأداة ضغط أخلاقي وسياسي:

- ربط العدوان على اليمن بالجرائم في غزة:  
  - يُظهر المشاط أن اليمن يقف في خندق المقاومة ليس بدافع المصالح الضيقة، بل بدافع المبدأ الديني والأخلاقي ("موقفنا ثابت ولن نتراجع").  
  - المكاسب:  
    - تعزيز الشرعية الداخلية والإقليمية.  
    - إحراج الأنظمة العربية المُتخاذلة والمتعاون مع العدو.  

- فضح التواطؤ الأمريكي-الإسرائيلي:  
  - يُؤكّد أن أمريكا شريك أساسي في جرائم إسرائيل ("الدور الأمريكي جاء في سياق دعم الإجرام الصهيوني")، مما يُضعف المزاعم الأمريكية عن "الدفاع عن النفس".  

3. تحطيم الهيبة الأمريكية عبر الهجوم المباشر على ترامب:

- نزع الشرعية عن القيادة الأمريكية:  
  - وصف ترامب بـ"المجرم الأحمق" و"الأرعن الأخرق" ليس مجرد شتيمة، بل هجوم استراتيجي يهدف إلى:  
    1. تشويه صورة أمريكا كقوة عاقلة.  
    2. تحريض الشعب الأمريكي ضد سياسات ترامب ("على الشعب الأمريكي أن يدرك أن ترامب جلب لكم عار").  

- إظهار أمريكا كطرف ضعيف:  
  - التأكيد على أن ترامب "غرق في مستنقع اليمن" ما يُقلل من هيبة أمريكا ويُظهرها كدولة فاشلة في إدارة صراعاتها.  

4. تعبئة الداخل اليمني وإغلاق باب الخيانة:

- التحذير من التعاون مع العدو:  
  - التهديد بـ"الإعدام" لكل من يتورط مع أمريكا يُشكّل رادعاً قوياً.  
  - الخطاب القبلي: الإشادة بالقبائل التي توقّع "وثائق شرف" يُوحد الصفوف ويُحيي مفهوم "الولاء الوطني".  

- التماسك الشعبي والوطني:  
  - الثناء على من يرفضون "الدولار والدرهم" يُعزز ثقافة المقاومة الاقتصادية ضد العقوبات.  

5. الرؤية المستقبلية: بين التحدي والانتصار: 

- الخطاب الديني كأداة تحفيز وإشارة للمضي في طريق الحق لا لبس فيه: 
 
  - وصف الأزمة بأنها "زلزلة ما قبل النصر" يُعطي بُعداً روحياً للصراع، مما يُعزز الروح المعنوية.  
  - الوعد بالنصر ("نحن قادمون على نصر كبير") يُشكّل حافزاً نفسياً للجماهير.  

- التلويح بمفاجآت استراتيجية:  
  - الإشارة إلى أخبار قادمة عن القاذفة B2 يُبقي العدو في حالة ترقبٍ وقلق.  

الخلاصة:

يحمل الخطاب أثار إيجابية كبرى منها:
1. يُعزز الروح المقاومة عبر الجمع بين الحجج العسكرية والأخلاقية.  
2. يُضعف الخصم نفسياً وسياسياً عبر فضح فشله وتشويه صورته.  
3. يُوحد الداخل اليمني عبر خطاب الترهيب (التهديد بالقصاص) والترغيب (التمجيد للصامدين).  
4. يُرسل رسالة عالمية بأن اليمن ليس طرفاً ضعيفاً، بل لاعباً استراتيجياً قادراً على الصمود والرد.  

الخطاب جمع بين:
- الحزم العسكري.
- الوضوح الأيديولوجي الذي لا شك فيه.
- التعبئة الشعبية.

هذا الخطاب ليس مجرد كلمات، بل استراتيجية اتصال متكاملة على المستويات العسكرية، السياسية، والدينية، والنفسية ".

* الرسائل الأمنية والاستخباراتية الخفية بين السطور
لخطاب رئيس الجمهورية:

1. تهديد عسكري غير مباشر: 
   - "لدينا أسلحة وأوراق لم تُكشف بعد" (مثل قادم B2) → إنذار بضربات مفاجئة ستُغير المعادلة.

2. حرب نفسية ضد القيادة الأمريكية تظهر عجزها: 
   - تشويه ترامب عمداً لتفكيك وحدته الداخلية وإثارة الشعب ضده، وأثبات مدى عجزه وقل حيلته.

3. تحذير داخلي صارم: 
   - "الإعدام للخونة" ليس شعاراً، بل تهديد تنفيذي فعلي لمن يتعاون مع العدو.

4. إشارة لعزة ووطنية:  
   - الثناء على "الرفض الشعبي والقبلي للمغريات" يكشف عن محاولات أستقطاب لإختراق الداخل فشلت بعزة وعنفوان بعلم أجهزة الأمن.

5. تنسيق مع المقاومة الإقليمية:  
   - الربط الواضح بين غزة واليمن يؤكد تعاوناً استخبارياً مع حماس.

6. استعداد لتصعيد نوعي: 
   - "زلزلة ما قبل النصر" → إشارة مبطنة لهجمات وحرب كبرى قادمة على مصالح أمريكية/إسرائيلية وكل من يقف خلفهم.

7. تفعيل القبائل كأداة أمنية:  
   - "وثائق شرف القبائل" لملاحقة العملاء والمخبرين.

8. رسالة استخباراتية للعدو:  
   - "أمريكا أحرقت كل أوراقها" → نحن نعرف نقاط ضعفكم وسنستغلها.

 الخلاصة  الأمنية والاستخباراتية:  
الخطاب كان خريطة عمليات مموهة بثلاث رسائل رئيسية:  
- لأعدائه: سنفاجئكم.  
- لشعبه: استعدوا.  
- لأنصاره: الثقة واجبة.. والنصر قادم ".
أكرم حجر 
@akramhajarr