انتهت المدينة ولم يبقَ من اسمها إلا "جنوب محور موراج" كما تسميها المؤسسة الأمنية الصهيونية، وكأن رفح بتاريخها، وأحيائها، ومآذنها، وأسواقها، ومساجدها، وذكريات أهلها لم تكن!
مدينة كاملة مُسحت
بيوت سويت بالأرض،
شوارع دُكّت،
أرواح صعدت بلا وداع،
ومعالم اندثرت في صمت عالمي مخزٍ،
كما فُعل برفح المصرية من قبل حين محيت قبل عشر سنوات لصالح شريط حدودي تحت بند "الأمن القومي".
رفح اليوم ليست مجرد مدينة أُزيلت عن الخارطة،
بل شاهد على جريمة إبادة،
جريمة محو جغرافي وتطهير عرقي كامل،
ومع ذلك تمرّ الكارثة في الإعلام بخبر عابر، بلا صورة ولا عنوان رئيسي،
كأن رفح لم تكن يومًا مدينة نابضة بالحياة،
كأن سكانها ليسوا بشرًا.
هل نسينا أن مدينة تُباد أمام أعيننا؟!
هل فقد الإعلام العالمي حسه الإنساني لهذه الدرجة؟
رفح لم تمت
رفح صرخة في وجه صمت العالم،
ورفح لن تُنسى لأن في كل لاجئ من أطفالها، وطن يرفض أن يُمحى.
خالد صافي