7october.com.ye
رأي


الحوثي بنى لنفسه موقعا في خريطة السياسة الإقليمية، بدأ كيانا ضعيفا، أو هكذا ظنه الجيران.. حاولت السعودية والإمارات سحق حكم أنصار الله، وظنوا أنها مجرد نزهة قصيرة.. تعرضت مواقعهم في صنعاء لما يشبه عملية السحق، قصف مهول وتجويع ونشر الكوليرا في ربوع اليمن..
 أربع سنوات من الجنون ولم ينهزم الحوثي، بل رسخ حكمه في صنعاء وصعدة. حتى جاءت حرب غزة.. فأعاد الحوثي بعد ذلك بناء موقعه إقليميا، بعد أن رسخ سلطته في مناطق حكمه، وكانت مفاجأة كاسحة للكل.. الجميع قدم التضحيات لا شك، لكن لم يكمل المشوار سوى أنصار الله.. يتصرفون ليس كميلشيا بل دولة ترد الصاع صاعين.. 
من الدولة العربية التي تجرؤ على استهداف البوارج الأميركية؟.. تسقط طائرات من وزن إف ١٨..تقطع حركة التجارة العالمية لمدة سنة ونصف.. من يجرؤ؟.. لا أحد.. فقط الحوثي المحاصر من إقليمه والعالم.. الحوثي ناصر غزة كما لم يفعل أحد.. كان بمقدور قادته الخوف من مصير النظراء في محور المقاومة، لكنهم لم يخشوا في دعم غزة لومة لائم، ولا تهديد باستهداف أو تصفية..
 الحوثي الذي بدأ قوة منبوذة انتهى لقوة ذات شعبية من المحيط للخليج..واليمن الذي حرص جيرانه على إضعافه.. ها هو بفضل رجاله يقاوم وحيدا أميركا وإسرائيل مجتمعين.. ويجر الولايات المتحدة لتوقيع اتفاق معه يعزز موقعه ليس باعتباره القوة الأولى في اليمن.. لا.. بل الحاكم الفعلي البحر الأحمر والخليج.. تلك هي القصة.. الحوثي هو الحاكم الفعلي لأمن الخليج من الآن فصاعدا.. بصواريخه وعتاده وبأس رجاله.. أما غيره فلهم من نيران صواريخ أنصار الله الحماية الأميركية ولو دفعوا الجزية لترامب صاغرين.